خياطة أعلام الثورة..تعيش منسية “بزنزانة” بالبليدة
تقف مصدوما وأنت تستمع لحكاية خالتي فاطمة وتاريخها الثوري وواقعها المر اليوم، فالزمن ورفقاء الجهاد لم ينصفوها وبقيت طي النسيان بعد خمسين سنة من الاستقلال،
ليلة القبض على”فاطمة”
ليلة القبض على”فاطمة”
أياما بعدها استنفر جيش جرار من العسكر الفرنسي المتمركز بجبال الشريعة وأغلق منافذ بوعرفة عن كاملها، إنها ليلة القبض على”فاطمة”، حوصر بيتها وحامت فوقه طائرات العدو، ويومها ذاقت صنوف العذاب لـ 14 ساعة متواصلة، فصُلبت وصعقت بالكهرباء في مناطق حساسة من جسدها وما طفق حركي يُدعى “قدور” يضرب رأسها على الجدرانبهستيرية إلى أن بدأت الحشرجات بالتصاعد، ولم يكتف جلادها برائحة جلدها المحروق وراح يخيرها بين الغدر بالثوار أو قتل”زبيدة” ابنتها الصغيرة، فأشارت عليه بقتلها، وكبّلت الصغيرة “ناقلة القنابل” بحبل وجلدت بخيزرانة وسحبت بالطريق على مرأى من الجيران وشوّه وجهها بـ”حربة” في محاولة “يائسة” لاستنطاقها ..
..مرت أشهر والمجاهدة “فاطمة” طريحة الفراش لا تقدر النوم على بطنها أو ظهرها من بشاعة الضرب الذي تعرضت له، ومن هول التعذيب والصدمة، استفاقت يوما وقد خارت قواها العقلية وفقدت ذاكرتها وارتباطها بمحيطها، وأصبحت تعيش حنينا آسرا لخياطة”العلم” بل وجعلت منه عالمها.
الشروق تلتقي بالمجاهدة “المنسية”
خلال لقائنا بها، أين أحضرها حفيدها، تغير المنظر الجغرافي حول مسكن البطلة “فاطمة الزهراء” وبقيت الزنزانة “بثكنة الكدية” التي تأويها تحيط بها الأسلاك الشائكة التي وضعها المستعمر على حالها، عاشت فقرا مدقعا وظلت لعقود محرومة من السكن ومن الكهرباء والماء، تنكر لها المسؤولون ولم يرق أحد لعجزها ولم يتوان”الصغار” ممن يجهلون نضالها في تحميلها ما لا طاقة لها به من كلام جارح ونظرات السخرية والاستهزاء، أما أبناؤها فيناشدون رئيس الجمهورية ووزير المجاهدين العرفان ورد الاعتبار لوالدتهم التي لاتزال ذكريات تعذيبها المؤلمة على مرأى منهم عالقة بأذهانهم لشدة بشاعتها وجرمها.
osama abid alreda
اسامة عبد الرضا : من الجمهورية العراقية, اهتمامي وحبي لتدوين هو ما جعلني أستمر ليس فقط لتقديم المواضيع بل أيضا لمساعدة الأشخاص المبتدئين ، كما كنت سابقا إلا أني لم أجد من يساعدني ! مع ذلك كافحة وواضبة على ما أحبه من عمل لأصل إلى ما أريده ، ليس كمستقبل لكن كهدف حققته ,لدي إهتمامات اخرى منها الرياضة ، ألعاب الفيديو ، والتصميم بحد ذاته ومدونة ويب نايت تعبر عما أهواه .
: شروط التعليق يجب على التعليق أن يكون ضمن سياق التدوينة ■ يجب على التعليق أن يكون بلا روابط إشهارية ■